
بمعرض الكتاب.. الSNRT تُبرز أثر وثائقيات “الأولى” في إشعاع المغرب
هبة بريس
افتتحت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يوم الجمعة 18 أبريل 2025 بالرباط، سلسلة اللقاءات والندوات التي تنظمها ضمن فعاليات رواقها المؤسساتي المقام بالدورة الثلاثين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تحت شعار: “الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة رافعة الثقافة المغربية”؛ وقد خُصّصت أولى هذه الندوات لموضوع: “إنجازات قناة الأولى من أجل إشعاع المغرب من خلال البرامج الوثائقية”.
ويأتي تنظيم هذه الندوة في إطار تفعيل الرؤية الاستراتيجية التي تعتمدها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وتنزيلا لتوجيهات السيد فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام، بشأن توسيع آفاق الانفتاح وتعزيز القرب من الجمهور، والسهر على تلقي ملاحظاته واقتراحاته، والحرص على تطوير المضامين الإعلامية العمومية بما ينسجم مع انتظارات المشاهدين ويستجيب لتطلعاتهم.
وخلال هذا اللقاء أبرز السيد عمر الرامي، المدير المركزي للإنتاج والبث، الأهمية المحورية التي توليها الشركة للبرامج الوثائقية، باعتبارها وسيلة أساسية لتثمين الثقافة المغربية وتعزيز الوعي بالتراث الوطني، ووسيلة فعالة لتعريف الجمهور، داخل المغرب وخارجه، بثراء وتنوع الموروث الحضاري والتاريخي للمملكة، مع إبراز دور الإعلام في صون الذاكرة الجماعية وربط الأجيال الصاعدة بجذورها الثقافية والحضارية.
واستعرض المتحدث مؤشرات إنجاز منها التفاعل القوي للمشاهدين مع هذه البرامج الوثائقية، إذ تحقق نسب مشاهدة تراكمية تتراوح ما بين خمسة ملايين وثمانية ملايين مشاهد، كما ثمن المجهودات الكبيرة التي تبذلها قناة “الأولى” في إنتاج البرامج الوثائقية، حيث بلغ مجموع الحلقات المنتجة ما بين سنتي 2021 و2024 حوالي 479 حلقة، جعلت من الوثائقيات إحدى الركائز الأساسية في شبكة برامج القناة ومحتواها السمعي البصري.
من جانبها أبرزت السيدة بشرى مازيه، الإعلامية والمعدة للبرامج بقناة “الأولى”، التنوع اللافت الذي يميز هذه الإنتاجات الوثائقية، والتي تشمل أعمالًا من إنتاج داخلي وخارجي، وتُعنى بتوثيق مختلف أوجه التراث المغربي، المادي واللامادي، بالصوت والصورة، مع الحرص على ضمان الجودة والمصداقية والعمق في المعالجة.
كما تم التأكيد على الأثر الإيجابي لهذه البرامج في نقل المعارف إلى الأجيال الجديدة، وتعزيز الوعي الثقافي لدى الشباب، وترويج السياحة الثقافية، من خلال إبراز المقومات التراثية والبيئية والمعمارية للمناطق المغربية المختلفة.
وسلط المتدخلون الضوء على تميز هذه الوثائقيات في تناولها لمواضيع ثقافية واجتماعية هادفة، بأسلوب سردي وروائي مشوق، مدعوم بتقنيات حديثة في الإخراج والتصوير، واعتماد مقاطع ميدانية وشهادات حية وتوثيق تاريخي دقيق، مما يجعل المتلقي يعيش التجربة باندماج تام، ويُضفي على المشاهدة طابعًا جاذبًا وذي حمولة معرفية وفنية قوية.
وقد ثمن المشاركون في اللقاء الرصيد التراكمي من الخبرة والاحترافية الذي راكمته القناة “الأولى” في مجال صناعة الوثائقيات، وهو ما مكن القناة من تحقيق نجاحات ملموسة، أبرزها تتويج الفيلم الوثائقي “الساكن ذاتي” بالجائزة الأولى ضمن المسابقات البرامجية التلفزيونية العربية لعام 2024، عن فئة الفنون الشعبية. كما حظي الفيلم الوثائقي “عيوط ومكاحل”، الذي يوثق لفن التبوريدة، باهتمام واسع وتفاعل جماهيري كبير.
وفي السياق ذاته، نوه الحاضرون بالنجاح الذي حققته أعمال وثائقية أخرى، من بينها برنامج “الحالمون”، الذي يؤرخ للإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في كأس العالم قطر 2022، والبرنامج الرائد “أمودو”، الذي يستعرض التنوع البيولوجي والمعماري والتراثي للمغرب، مُعرّفًا بجماله الطبيعي وثرائه الثقافي.
وشهدت الندوة الانفتاح على رؤية المتابع الخارجي من خلال مداخلة الأستاذ شقران أمام، محام ورئيس فريق برلماني سابق، الذي أكد ملامسة تطور نوعي في مضامين الوثائقيات، سواء من حيث المواضيع المختارة، أو من حيث الاشتغال البصري والسردي.
وهو تطور يُحسَب للقناة الأولى وللأطر التي تشتغل في هذا الورش، لأنه يعيد الاعتبار لواحد من الأدوار الدستورية الجوهرية للإعلام العمومي، وهو خدمة الصالح العام، والمساهمة في بناء مواطن عارف بماضيه، متفاعل مع واقعه، ومنفتح على مستقبله.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X